الرئيسية| تطبيع |تفاصيل الخبر

سفير الإمارات لدى واشنطن يستجدي التطبيع: "إسرائيل" فرصة وليست عدو

سفير الإمارات لدى واشنطن يستجدي التطبيع: "إسرائيل" فرصة وليست عدو
سفير الإمارات لدى واشنطن يستجدي التطبيع: "إسرائيل" فرصة وليست عدو

كشف الوزير الإماراتي وسفير بلاده لدى واشنطن، يوسف العتيبة، رغبة الإمارات بتطبيع علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، مبررًا ذلك بعدد من الاعتبارات الواهية غير المُقنعة التي وصلت الاختيار بين "الضم والتطبيع".


وقال العتيبة إن مخطط الضم الإسرائيلي "ليس قانونيًا" وأنه مخالف للإجماع العربي والدولي، إلا أنه اعتبر أن الضم "سيشعل العنف ويحرك المتطرفين"، وذلك يعني من وجه نظره أن من يعارض الضم ويقاومه هو "متطرف"، وكأن الإسرائيليين يتخوفون من "العنف" و"المتطرفين"، بحسب ما جاء في ترجمة موقع عرب 48.



وأوضح الموقع أنه يمكن القول هنا، على الأقل، أن العتيبة إما يجهل أو يتجاهل سياسة الاحتلال، التي سعت بمنهجية، على سبيل المثال، إلى تصعيد انتفاضة القدس والأقصى المندلعة عام 2000، كلما حاولت قيادة السلطة الفلسطينية خفض لهيبها والتوصل إلى وقف إطلاق نار مع الاحتلال.



كما زعم العتيبة أن الإمارات دعمت السلام في الشرق الأوسط بقوة، وأنها تدخلت من أجل "تقليص نزاعات، وساعدنا في إنشاء محفزات – الجزر بدلا من العصي – وركزنا اهتمامنا على أمور بإمكانها أن تعود بالفائدة على الجانبين".



وأضاف "عارضنا بشكل مثابر ونشط العنف من كافة الأطراف: وصفنا حزب الله بالتنظيم الإرهابي، واستنكرنا تحريض حماس ونددنا بالاستفزازات الإسرائيلية".



في المقابل، يتضح أن الواقع يختلف كثيرًا عن ادعاءات العتيبة، إذ أنه خلال العقدين الماضيين، وبشكل أشد في السنوات الأخير، شن الاحتلال حروبًا ضد الفلسطينيين واللبنانيين، وارتكب جرائم بشعة، وقتل الآلاف، وخاصة من المدنيين، في موازاة استفحال الاستيطان والاعتداءات على المقدسات العربية، في القدس خصوصًا.



كما استمر الاحتلال بنهب الموارد الفلسطينية، وتنكر لكافة حقوق الفلسطينيين، وانتهك حرمات البيوت، بحملات الاعتقالات الليلية غير المتوقفة، في حين يصف الوزير العتيبة كل ذلك بأنه مجرّد "استفزازات إسرائيلية".



وتفاخر العتيبة أنه "كان أحد ثلاثة سفراء عرب في الغرفة الشرقية في البيت الأبيض عندما كشف الرئيس ترامب عن خطته للسلام في كانون الثاني/يناير الماضي" في إشارة إلى "صفقة القرن"، التي تتجاهل حقوق الفلسطينيين وتنسجم مع مخططات اليمين الإسرائيلي.



وأضاف "عملت عن كثب مع إدارة أوباما أيضًا، بما يشمل خطة الخطوات لبناء الثقة، التي كانت ستمنح أفضليات كبيرة لـ "إسرائيل"، على حد وصفه، موضحًا أن ذلك كان على شكل علاقات محسنة مع الدول العربية، مقابل حكم ذاتي أكبر واستثمار في فلسطين".



ولم يذكر في مقاله الأصلي، الذي نشر على موقع إسرائيلي، كلمة دولة للفلسطينيين، وإنما هو يتحدث عن "حكم ذاتي أكبر".



وادعى العتيبة أن "الضم سيؤدي إلى تشدد وجهات النظر العربية" حيال الاحتلال الإسرائيلي، قائلًا إن ذلك يأتي "في الوقت الذي فتحت فيه مبادرات إماراتية فرصة لتبادل ثقافي وفهم أوسع" للاحتلال، وكأن الاحتلال بمثابة اللغز الذي يصعب فك رموزه، إذ أن العتيبة تجاهل أن الاحتلال بحاجة ماسة لـ "العدو" العربي ليشكل صمغًا يكتل المجتمع الإسرائيلي الذي يعاني من شروخ داخلية كبيرة للغاية.



واستجدى العتيبة التطبيع مع الاحتلال، وقال إن الإمارات تقدم "الجزر، المحفزات، وهذه هي الجوانب الإيجابية" بالنسبة للاحتلال، مضيفًا "أمن أكثر، علاقات مباشرة، تقبل متزايد لها، هذا هو التطبيع، لكن التطبيع ليس ضما. والضم هو استفزاز خاطئ بحجم آخر".



وأضاف أن الإمارات تريد أن تؤمن، رفقة قسم كبير من العالم العربي، أن الاحتلال فرصة وليس عدوًا، قائلًا "نحن أمام مخاطر مشتركة كثيرة ونرى الإمكانية الهائلة بعلاقات أكثر دفئا وقرار الضم سيكون مؤشرا لا يمكن الإخطاء حياله إزاء السؤال ما إذا كانت ترى الأمور بشكل مشابه" للإمارات.



ويسعى الاحتلال إلى إنشاء علاقات مع الإمارات وغيرها من الدول العربية من أجل تحقيق مصالحه، الاقتصادية والأمنية، لكنه يرفض التراجع عن سياساته بما يتعلق بالاحتلال والاستيطان والعدوان المتواصل ضد الفلسطينيين.



والأهم من ذلك، أنه طوال السنوات الماضية، لم نشهد مواقف إماراتية، من أي نوع، ضد الممارسات العدوانية الإسرائيلية.


مقاطعة نشطة

الأكثر قراءة

أخبار ذات صلة